[size=24]أبي لن يعود
طفلة صغيرة أوصلها والدها إلى باب المدرسة، وودعت أباها بابتسامة عذبة وبتلويحة من يدها... ثم لما أتى الظهر فإذا بها عند عتبة الباب تنتظر الساعة والساعتين فلم يأت الأب.. إنما أتى عمها وحملها وهي تتساءل أين أبي! لقد تأخر عليّ حتى أوجست خيفة.
إمرأة شابة لم يمض على زواجها ست سنوات مع زوج تحبه، فإذا بها تفاجأ أن لديه سفراً في مهمة عمل، تفقدت أمر سفره وقامت بتجهيز مستلزماته، ولم تنس أن تعد له الشاي والقهوة؛ فسفره عن طريق البر؛ وتبعته إلى باب البيت مودعةً هي وأبناؤها... وكان هذا هو اللقاء الأخير مع والدهم. وكانت تلك هي النظرة الأخيرة نحوه... لقد ترملت الزوجة، وتيتم الأبناء الأربعة، وفقده والده ووالدته وإخوته نتيجة حادث مروري!
شيخ كبير ذو علم وتقى مصل عابد، خرج ذات يوم مسبحاً، ذاكراً الله عز وجل، وعندما أراد أن يعبر الطريق فإذا بالموت ينتظره. لقد فجعت فيه الأمة، وبكاه المحراب والكتاب والمنبر.
إنها صور ثلاث سريعة، لواقع نراه ونسمعه... لقد قتلهم شاب متهور، أو رجل لا يقيم للطريق حقه، أو مخالف لأنظم السير! من يتحمل وزر هؤلاء؟ ومن للأيتام والأرامل بعد الله عز وجل؟ لقد قُتل الطفل الصغير، والزوج والشاب، والشيخ الكبير، وترملت الزوجة وتيتم الأطفال، وبكى أهل الحي على الشيخ! إنها أحزان متواصلة ودموع متتالية في فقد أقارب وفراق أحبة! فمن يبوء بإثم قتلهم وقطعهم عن الحياة!
range]]